أحمد صالح شاهر.. وحشية الاستجواب ورعب الاعتقال

ahmedshaher.jpg

 -  يمنات-المستقلة

هذه المادة جزء من ملف مفتوح عن التعذيب في اليمن تتبناه منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات التي يرأسها النائب المستقل احمد سيف حاشد،وقد رأت المنظمة نشر هذا الملف في صحيفة (المستقلة)..و رأينا نحن إعادة نشره تباعا بالتنسيق مع (المستقلة ) لإيماننا بأهمية إطلاع الناس على ما حدث من أجل العمل معا على ألا يحدث مجددا.......«يمنات».

أحمد صالح شاهر.. ولدت في الغليبة /أعبوس ناحية حيفان/محافظة تعز. متزوج ولي 3 أطفال.

  • أنا من أسرة ثائرة وقد تعلمت القرآن عند الكتاب ثم انتقلت إلى عدن وهناك واصلت الكتاب ثم كافحنا وطردنا الاستعمار أنا وأبي وأخي مع بقية المناضلين حيث كان أبي يشجع الثورة في الشمال ويرسل بالنقود إلى الثوار وعمي أيضاً حاكم سلطان لحج وقاضاه وقد كتبت الصحف آنذاك عن هذا الموضوع وموجودة إلى حد الآن في المتحف هذه الوثيقة.

وأذكر حادثة مثيرة، ذلك أن أبي حين وصلنا من الجنوب إلى الشريجة استقبلنا العسكر بحفاوة بالغة وشاهدت أبي يقبل التراب، اعتقدت أن أبي قد حصل له مكروه فصرخت ولكنهم هدؤوني وطمأنوني ثم درست في القرية في مدرسة الحرية التي بنيت عام 1954م إلى الصف الرابع وكانت هذه المدرسة هي المدرسة الوحيدة في عهد الإمام ثم انتقلنا إلى الحديدة وهنالك التحقت بالكشافة وقمنا بخدمات للطلبة ثم نظمنا مظاهرة طلابية للإفراج عن المعتقلين في اتحاد الطلاب وفجروا علينا قنبلة وذهبنا إلى مقر الأمن العام عبد الله اليتيم وبعد ذلك بسنوات قمت بتدبير سيارة مسكوفتش خضراء بالمدرسة الروسية للمدير عدنان الطيبي. وأنا بأول إعدادي وقد شاركت الطلاب بمظاهرة وقبل ذلك قمت بتكسير نوافذ مكتب مدير الأمن العام عبد الله اليتيم وقد سجنني في قسم الشرطة لمدة يوم وكذلك واصلت التعلم في تعز بالمدرسة الروسية ثم التحقت بالحزب الديمقراطي الثوري عام 1970م ثم انتقلت إلى القرية للالتحاق بالعمل المسلح في عام 1972م والتحقت بالخلايا التي يقودها أخي محمد صالح شاهر وهو كان قائد جيش الشعب الثوري وقد كان من نتائج ذلك أن هدمت دارنا في القرية وقد اعتقلت وهربت من السجن بمساعدة عبد الوالي إسماعيل إلى عدن ورجعت للدراسة الإعدادية من جديد لأنه ليس لدي وثائق، فكانوا يحددون مستواي بعد اختباري وقد فصلت من الحزب الديمقراطي أنا وأخي وشكلوا قيادة جديدة بسبب أن الكفاح المسلح فشل. ثم عدت للنشاط السياسي مع الجبهة القومية في إطار النشاط الشبابي والطلابي - لجان الدفاع الشعبي - وكنت مسئول القطاع الإعلامي وكان دوري... ولكن أخي طردني من البيت بسبب ذلك فلم أجد من يعولني لمواصلة الدراسة فلجأت إلى عبد الفتاح إسماعيل الذي كان صهري وقد ساعدني في الالتحاق بالمدرسة الداخلية الثانوية ولكنهم رفضوا السماح لي بالدراسة.... وقد رعاني عبد الفتاح إسماعيل بإكمال الدراسة والكلية، فبقيت بمنزله مع أولاده (3) سنوات وأكملت الدراسة الثانوية وصدر قرار جمهوري بدخولي الكلية العسكرية مع مجموعة كبيرة من حاملي الثانوية العامة والتزمت بالقرار رغم عدم رغبتي وتخرجت ملازم ثاني عام 1977م حسب قرار المكتب السياسي بتطعيم الجيش بخريجي الثانوية  هذا وقد كانت الأجواء السياسية بالجنوب والشمال مضطربة جداً ولا تساعد أحداً على الاستقرار والعيش بسلام ولا يملك الواحد قراره بمستقبله.

  • اعتقلوني خمس مرات أولها وأنا بصف سادس عندما كسرت منزل عبدالله اليتيم وأخذونا القسم يوماً واحداً. الثانية عام 72 عندما طلعت الحملة للقرية وهدمت المنزل حق الوالد ونهبته يوماً واحداً لأن عبد الوالي إسماعيل كان كاتب في المحكمة بحيفان فأطلقني.

ثم اعتقلنا في عدن وأنا ملازم من قبل سالم ربيع علي شخصياً من منزل عبد الفتاح إسماعيل بمجلس الوزراء وأودعونا سجن الرئاسة لثلاثة أيام. فأخرجني علي ناصر محمد رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وتم فصلي من السلك العسكري وبقيت بدون عمل مرافق لفتاح حتى اصطدمت عندما رفض يوفر لي وظيفة أو منحة للخارج للدراسة تعويضاً لما لحق بي، بعدها وجدت نفسي أحمل أمراً بالتوجه إلى تعز وكانت الظروف صعبة جداً وخائفاً فوصلت إلى الراهدة وأخذني عبده ناشر الحداد وسافر بي إلى القرية. ثم اعتقلت بتعز عام 1981م بتهمة الشيوعية ثم اعتقلت بالأمن السياسي عام 1994 بتهمة الاشتراكية والانفصال.

  • الاعتقال الأول بقسم شرطة مدينة الروس والاعتقال الثاني بمحكمة حيفان والسجن الثالث في معتقل دار الرئاسة في الجنوب والاعتقال الرابع في معتقل الأمن الوطني بتعز الواقع فوق المستشفى الجمهوري والاعتقال الخامس في معتقل الأمن السياسي في الحي السياسي بحدة.

كان وضع السجون مهينا وتحت الأرض لا ضوء ولا ماء ولا فراش وبداخلها زنازن متر في متر متفردة وزنازن تحت الأرض  جماعية. وأدخلت الزنزانة التي تحت الأرض.

  • كنت مقيداً بقيد من الحديد على الأرجل، تم التحقيق معي من أول بأسلوب فض وقاس بالمعاملة السيئة والتهكم واستخدموا أساليب مرعبة مثل الضرب المبرح على الرأس وبقية الجسم أولاً بالعصا ثم تمزق جلدي ثم علقنا على الهواء وتم الضرب بالعصي على باطن الرجلين وبالسلك لينتزعوا مني معلومات بالقوة عن الحركة الوطنية وعبد الفتاح إسماعيل ثم استخدموا أسلوباً قذراً بإدخال سنارة مطلية بالفلافل من دبري وطرشت دماً.. والذي اعتقلني الضابط المقراني وهو محقق ومعذب ثم ساعده بالتعذيب العقيد حميد الصاحب مدير فرع الأمن الوطني بتعز، وأفراد ملثمين استخدموا الكهرباء والشتائم والسب..

اصبت بالشلل من جراء التعذيب القاسي

  • في داخل السجن تعرفت على كثير من المعتقلين من حزب الوحدة الشعبية ومن ماوية والحشا وشرعب واثنين من حراس الرئيس الحمدي لا أتذكر أسماءهم بحكم أنني أصبت بالشلل من جراء التعذيب وكان السجناء يحملونني إلى الحمام، ومشاهدتهم معذبين كثيراً بكافة الوسائل وإدخالهم الزنازن المفردة داخل الزنزانة الجماعية حتى كاد أن يخرج منهم رائحة كريهة فيصحا المساجين.. أخرجوهم.. أخرجوهم. من أثر تعفن الجراح.. وأذكر اسمين فقط هما الهريش وصالح البدح الرجلين الطيبين. والذين كانا يعذباني كثيراً في كل مساء عندما يفتح السجان الباب الحديد، لا يذكر أسماء من سيتم تعذيبهم.. كلنا نعيش في حالة نفسية سيئة طوال الليل ونسمع الصراخ والنياح..

دفنوا أخي دون علمنا

  • أخي محمد صالح شاهر أعتقل في 1978 ولم نعرف أين هو ولم نر رفات جثته وحسب قول مدير السجن النقيب عبد القادر سعيد فهو الذي دفنه دون الرجوع إلينا بمقبرة جامع البخاري.. فذهبت إلى المقبرة بنفس اليوم وقال لي مسئول المقبرة هذا القبر الذي قبر فيه سجين مدير السجن وقمت وعملت له اسمنت وعلامة وكتبت اسمه فوق القبر ربما يكون الكلام صحيحاً.
  • الضابط المحقق المقراني كان يقل لي اكتب المحضر وأنا سأمليك ورجعت له بطرفة بضحكة اكتب أنت وأيش شغلك في البداية وعادنا لم أعرف أساليبهم لعله كان يهزأ بي ويستهتر بآدميتي.. كان يقول (الجاوج) فأضحك وكذا عندما أحضروا لي صحي وأنا مشلول، كان يضرب لي ثلاث إبر خلف الرأس لا أعرف ما هي وأحضروا أحد أقاربي وهو عبد الواسع علي ملهي وقالوا لي أوصي له فوصيته بعد الاله بزوجتي وكتب بورقة صغيرة اسم العلاج الذي يستخدمه فأخذوا القصاصة وجلسوا يحققوا فيها ثلاث أيام على أنها شفرة.. وكذلك مؤلمة ضرب الإبر وكلما أعرض نفسي لطبيب يسأل ما اسم الإبر لأنهن سببن لي إعاقة في عقلي.
  • كنت في حالة خطرة من آثار التعذيب فأسعفت للمستشفى العسكري بتعز وبعد المعاينة كتب مغذيات لمدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع سألني الطبيب هل في تحسن؟ قلت لا لأننا مريض من جراء التعذيب الجسدي والنفسي فبلغ الطبيب حميد الصاحب ومدير السجن ثم أتى مدير السجن (الخلقي) وانتزعوا المغذية بقوة حتى سال الدم على إثره وقلت ما لك قال (الرجال تحبل من لساسينها) وأعادوني للسجن مرة أخرى وأنا في حالة المرض والمعاناة من إثر التعذيب الجسدي والنفسي واقشعرا داخل المستشفى عندما سألهم الزوار عن سبب تواجد كثرة الحراسة وقيل أن هنا يرقد زعيم الشوعية فكان الناس والنساء والأطفال بعد الظهر يأتون إلى غرفتي للفرجة علي ويدعون لي ويستغربون أني أشبههم كوني شيوعيا.
  • أريد العناية وعدم الأذية التي تلاحقني دائماً وبأشكال متعددة في مرفق عملي وحارتي ومنزلي.. وأطالب بإنصافي بدرجتي الوظيفية وراتبي قبل إحالتي إلى التقاعد بدون تعسف. وإعادة راتبي حق الجيش بموجب قرار مجلس الرئاسة بعد الوحدة بعد رد كل فصل من الجيش بغض النظر عن السبب وعدنا ولكن لدي معاملة من عام 1992م ولم يعيدوني أسوة بالآخرين حسب الأوامر من الرئيس وإعادة رقمي.. الذي للملازم علي أحمد صالح الغويري يعمل بالدفاع الجوي أو منحي رقماً جديداً ومساواتي بزملائي الذين هم الآن برتبة عميد وصرف مستحقاتي كاملة والراتب لأن المعاملة محجوزة لدى مدير شئون الضباط وحل هذه المشكلة التي دامت 17 عاماً وقد لجأت لحلها بكل مسئول وشيخ وأنا في حالة شريعة معهم إلى الآن بحسب الوثائق الموجودة لدينا والمسلمة لهم والنسخة الموجودة لدي.

أريد أن ينتهي التعذيب وجرائمه ضد كل إنسان وإلى الأبد وعلى المقراني تعويض أمين عبده عائض الذي كان يراجع علي ولم يتركنا وكان يملك قلابين للحجارة ينقل الحجارة للمقراني لبناء منزل له حتى خسر أحد القلابين وهو الوحيد الذي لم يسيبني.. والمطلوب الآن بناء الدار المكون من ثلاثة أدوار وهو حق ورثة عددهم 13 نسمة ونعيش بدون سكن بالقرية ولا بالمدينة مشردين أسرة منكوبة.

وأنا شخصياً قدمت الكثير، فعند كل اعتقال  يتم نهب بيتي والآن أنا لا أملك أي شيء، فقير ما أحصل عليه هو إيجار المنزل المستأجر وأعيش دائماً تحت رحمة صاحب البيت كل يوم يطردني ويطلب المزيد من الزيادة فلا ندري أين نذهب لا بيت بالقرية ولا بالمدينة ولا حتى قطعة أرض تعتبر لو مت.. لأنني أعاني من مرض الحالة النفسية وارتفاع بالكسترول ولن أستطيع العلاج أو الذهاب لأي طبيب لعدم امتلاكي نقداً لذلك..

ونناشد الرئيس بالنظر في ظروفنا ويبني لنا منزل نسكن فيه فلم نستطيع الوصول إليه فهو أب لنا مهما كان الظلم والتعذيب في عهده أو قبله.

مع العلم أصبحت متحمل أخطاء وإن كان لم يخطئ الشهيد عبد الفتاح إسماعيل وإلى الآن والحاقدين كثيرون وأسرته لم تعرف عني شيئاً على الأقل نريد رد اعتبار إلى جانب التعويض وترك سبيلي.

 

مواضيع ذات صلة: